محمد إبراهيم المدهون يكتب: حماس34.. معالجات استراتيجية (4) — شؤون عسكرية وأمنية

محمد إبراهيم المدهون يكتب: حماس34.. معالجات استراتيجية (4)

محمد-إبراهيم-المدهون-يكتب-حماس34-معالجات-استراتيجية

حماس34 في دورتها الحضارية بحاجة إلي معالجات جوهرية في بيئتها الداخلية لإعادة انتاج ذاتها كقائد لمشروع تحرير فلسطين ونهضة لأمة الإسلام ومن ذلك و أهمية إعادة دراسته لواقع النواة الصلبة لحماس وقدرتها على الصمود في مواجهة مراحل مقبلة يقيناً ستكون عاصفة وشرسة وتتجدد فيها محاولات الاستئصال التي لا تتوقف.

إن النواة الصلبة بأصولها التربوية وعمقها الإيماني وحضورها الميداني ووعيها السياسي جوهر بقاء حماس34 وصمودها في مفترقات حاسمة سابقة وقدرة النواة الصلبة على الصمود ترتبط بشكل كبير بمنظومة القيم الحركية والإسلامية والوطنية التي تجعل حماس34 انموذجاً للتضحية والوعي والإرادة وهذا ما على أبناء حماس34 إدراكه بكثير من التشوق للعطاء لا للأخذ وللتضحية لا للغنيمة.

ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلي توظيف السلطة والنفوذ في قطاع غزة إلي الصالح الحركي والفلسطيني العام صعوداً نحو مشروع التحرر والنهضة وعدم السماح مطلقاً ولا بأي شكل بتوظيف رخيص لهذه السلطة لصالح جهوي أو مناطقي أو شخصي.

ويعتبر ذلك التهديد التربوي القيمي لأبناء حماس34 هو التهديد الأخطر والذي يحتاج معالجات استثنائية تقوم على إعادة الاعتبار للأصول التربوية مع فهم وتوظيف لمتغيرات العالم وأساليبه الحديثة وادماجها في منظومة تربوية فائقة التحصين وقادرة على الجمع بين التربية الخاصة والعامة على قاعدة أن الحاضنة الشعبية تمثل أيضاً ملحقاً تربوياً حيوياً وهاماً ومؤثراً في مفترقات الفتنة.


وهذا الاستدراك التربوي عليه الاسهام الواعي العميق في الحفاظ على الهوية الحركية بعمقها الإسلامي وانتمائها الوطني وبراجميتها السياسية و الواقعية.

والحاجة قائمة في ذلك إلي فك الاشتباك بين الايدلوجي والسياسي في فقه حماس34 المعاصر والذي تعاني منه كثيراً في اتخاذ قرارتها وفي ردود أفعال قواعدها وفي فهم وإدراك شعبها وأمتها.

ولعل أحد الإشكالات المتزايدة في الآونة الأخيرة لدى #حماس34 تكرس الاستقطاب الداخلي لصالح أقاليم أو جهات أو قيادات ويزداد ذلك بروزاً وجهرةً مع كل دورة انتخابية جديدة لحماس34 مما يشكل خطراً متزايداً على وحدة حماس34 والذي يحتاج إلي تلمس لمواطن الخطر والحذر الحذر من النفوذ الجهوي والشخصي مرة أخرى على حساب نفوذ #حماس34 العام وقدرتها على توظيف كل قوة سواء جهوية أو مناطقية أو شخصية للصالح العام.

وأبرز أشكال وإرهاصات هذا الخطر تعمق الكولسة والمحاصصة والمناقطية وإرتباط أعضاء الحركة بالأشخاص والمنطقة والإقليم لا بالمشروع والغاية وافرازات ذلك من تقديم الأكثر ولاءً على الأكثر كفاءة وهي الحالقة.

إن وحدة حماس34 في اقاليمها الثلاث وابناءها في السجون يمثل تحدياً من نوع خاص حيث انتقلت حماس34 إل عمل موحد يتجسد في مؤسساتها المنتجة في كافة مواقع عملها ولكن هذه الوحدة تحتاج إلي إنصهار كلي في بوتقة جمعية تلم شتات الفكر والرأي والأولوية على قادة التمثيل الكلي لأبناء فلسطين في الداخل والخارج مع إدراك عالي وفهم ذكي لخصوصية كل إقليم واحتياجاته وممارسة الاندماج عالي الهمة بروح الانتماء الجماعي إلى الفكرة والقيمة والمشروع وتقديم الصالح النافع وتجنب الضار المعطل.


وآلله الموفق والهادي إلى #القدس_موعدنا