يعتبر الكيان الصهيوني رائدًا في مجال الطائرات بدون طيار، ومنذ السبعينيات وبعد حرب أكتوبر والخسائر الكبيرة التي مني بها، أصبح من الواضح أن المخاطرة بالطيارين الصهاينة ضد الدفاعات الجوية السورية أو المصرية لم يكن احتمالًا أراد الجيش مواجهته مرة أخرى، ولكن كان الكيان يرغب بمراقبة نشر مصر لصواريخ سام المحمولة، وجاء الجواب في شكل استخدام المركبات الموجهة عن بعد RPVs، والتي عُرفت فيما بعد باسم الطائرات بدون طيار أو الأنظمة الجوية غير المأهولة (UAVs) في البداية، كانت هذه المركبات بسيطة واستخدمتها الولايات المتحدة في الماضي. لكن هذه الآلات كانت تفتقر إلى العديد من لاستعادة المعلومات الاستخبارية في الوقت الحقيقي حول الدفاعات الجوية السورية في أماكن مثل لبنان، وبحلول الثمانينيات، عقد الكيان اتفاقية كامب ديفيد مع مصر وكان تهديد الدفاع الجوي يتغير.
فيما بعد حصلت الولايات المتحدة على التكنولوجيا الصهيونية بخصوص هذه الأنظمة، وأنتجت في النهاية طائرة بريداتور الأمريكية، وبحلول أواخر التسعينيات، كانت واشنطن تفكر في كيفية تسليح "بريداتور" وما إذا كان يمكن استخدامها ضد منظمة القاعدة.
ويشير مقال في مركز كلية بارد لدراسة الطائرة بدون طيار إلى أن الكيان كان رائدًا أيضًا فيما يسمى بـ "الذخائر المتسكعة" أو طائرات كاميكازي بدون طيار، وجاء في التقرير أن "الذخائر التي كانت مبكرة مثل الصاروخ الإسرائيلي للصناعات الفضائية هاربي، والتي تم كشف النقاب عنها في أوائل التسعينيات، كان الغرض منها استخدامها ضد منشآت الرادار أو منصات إطلاق الصواريخ المتنقلة". وجاء في المقال: "اليوم، يتم تسويق العديد من ذخائر التسكع لاستخدام المشاة لأنها توفر للقوات البرية دقة أكبر من مدافع الهاون على سبيل المثال، على عكس الأنواع الأخرى من الطائرات بدون طيار ذات الحجم والوزن المتكافئين، لا يمكن استعادة الذخيرة المتسكعة بعد انتهاء المهمة، وبمجرد أن تكون مسلحة ومحمولة جواً، فإن الذخائر المتسكعة - والتي تُعرف أيضًا باسم "الطائرات الانتحارية بدون طيار" - من المفترض أن تنفجر عند الارتطام".
تغيّر العقيدة
في العقود الأخيرة، كان هناك تغييران رئيسيان في هيكل القوة الجوية الصهيونية، حيث دخلت في الخدمة على نطاق متزايد الطائرات بدون طيار أو المأهولة عن بعد لمجموعة متنوعة من المهام، وتعتمد هذه بشكل أساسي على التقنيات الإسرائيلية وأصبحت مكونًا رئيسيًا في القدرة الكلية للقوات الجوية على التعامل مع تحديات الفترة، الدقيقة (وفيما يتعلق بالعلاقة بين التدابير الدفاعية وتدابير هجومية من حيث كميتها ودرجة استخدامها) معضلة أخرى تتعلق بنطاق تجهيز المنصات بفرص منخفضة للكشف "المراوغة".
كانت إحدى السمات الخاصة لحرب لبنان الثانية أنه ولأول مرة كان لدى سلاح الجو الصهيوني عدد ساعات طيران في الطائرات بدون طيار أكثر من ساعات الطيران في الطائرات المقاتلة (كان إجمالي وقت الرحلة في الطائرات بدون طيار 16000 ساعة)، خاصة في "قاذفات" المهمة: تم تجهيز طائرات Hermes 450 وSearcher بدون طيار بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار لاكتشاف قاذفات الصواريخ والصواريخ قبل الإطلاق أو بعده وللسماح بالهجوم عليها بأسلحة دقيقة.
وفي العقدين اللذين سبقا الحرب، أصبح الكيان واحدًا من أكبر مصنعي ومصدري الطائرات بدون طيار على مستوى العالم في هذا المجال، بعد حرب لبنان الثانية، تم تجهيز سلاح الجو بالعديد من النماذج المتقدمة من هذا النوع من الطائرات: في عام 2007، تم الحصول على Shoval (Harun 1) (الطائرات بدون طيار متوسطة المدى التي تعمل في المدى القريب والمتوسط، وفي عام 2010، إيتان)، وفي عام 2014 تم استيعاب "Hermes 900" عبر تحسين Hermes 450.
ويعود هذا الاهتمام في جانب منه إلى حساسية الجيش الصهيوني للخسائر البشرية، حيث الطائرات بدون طيار لا تعرض الطاقم الجوي للخطر، وهي إنها رخيصة نسبيًا (على الرغم من وجود منصات غير مأهولة مكلفة للغاية)، يمكنها حمل مجموعة واسعة من الوسائل، يمكنها البقاء في منطقة القتال لفترة طويلة.
كتب المؤرخ العسكري الصهيوني درور بن دافيد (2011) عن دمج الطائرات بدون طيار في الحرب ووصف اتجاهين أديا إلى المكانة المركزية التي تحتلها هذه الطائرات حاليًا - تطوير ونضج مجموعة متنوعة من التقنيات ذات الصلة وتغيير خصائص النزاعات العسكرية، ويتجلى هذا في ثلاث طرق رئيسية: في المهمات طويلة المدى، يمكن للطائرات بدون طيار أن تؤدي دورها بشكل مستمر ولأيام عديدة، في الساحات التي يكون فيها مستوى الخطر على الطائرة مرتفعًا جدًا، يمنح السعر المنخفض نسبيًا للطائرة بدون طيار استخدامها ميزة على استخدام طائرة قياسي، وفي المناطق التي يكون فيها الخطر على الأطقم الجوية مباشرًا وعاليًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود سموم في الهواء أو أسلحة كيميائية أو إشعاع نووي، فإن ميزة الطائرات بدون طيار واضحة ومميزة.
وفقًا لقائد القوات الجوية السابق إيدو نيهوشتان، "تثبت تجربتنا حتى الآن أن المركبات الجوية غير المأهولة والطائرات المقاتلة لا تحل محل بعضها البعض، بل تكمل بعضها البعض، وتضيف الطائرات بدون طيار طبقات جديدة إلى عالم الحرب الجوية، ومن المرجح أن تنضم إليها في السنوات القادمة المزيد من الطبقات"، وأكد نيهوشتان على التفرد الثوري للطائرات بدون طيار: أضافت الطائرات بدون طيار طبقة "الوجود" أو "البقاء" المطول في ساحة المعركة، هذا تغيير جوهري في طريقة تفعيل القوة الجوية".
كما تثير مركزية الطائرة بدون طيار مسألة ضرورة وجود المحارب البشري في ساحة المعركة وفي تشغيل الطائرات بدون طيار، قدر نيهوشتان أنه "في المستقبل المنظور ستكون هناك حاجة لوجود مقاتلة جوية في ساحة المعركة نفسها" ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم اليقين الكبير في ساحة المعركة، الأمر الذي يتطلب قدرته على الفهم، والقدرة على الاستجابة السريعة للغاية، ويعتقد بن دافيد أنه على الرغم من كل التطورات التكنولوجية، لا يزال الإنسان عاملاً رئيسياً في تشغيل الطائرات بدون طيار.
في عام 2012، قام قائد القوات الجوية أمير إيشل بتغيير مصطلح "الطائرات بدون طيار" إلى "الطائرات المأهولة عن بعد" للتأكيد على المشاركة البشرية في صنع القرارات وتنفيذها.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن تلك الطائرات المسيرة تمكن الجيش من التحكم والسيطرة على الجو، وكذلك تمنح مختلف الكتائب العسكرية القدرة على الاحتفاظ بخلية عسكرية فضائية لعدة ساعات.
كما تنشط تلك الطائرات بالتعاون مع قوى عسكرية أخرى في جمع المعلولات الاستخباراتية، لا سيما أنها تمتلك قدرة مراقبة عالية الجودة، وترصد وتوثق كل ما يحدث في الميدان.
يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة والتي تم الشروع باستخدامها ضد المقاومة الفلسطينية عقب الانتفاضة الثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2000، وكانت العمليات العسكرية ضد غزة فرصة متجددة لشركات الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية لتجربة هذه المسيرات واختبارها في زمن الحرب وتطوير وتحديث قدراتها.
وفي مطلع العام 2022، وافق الرقيب العسكري على استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة لتنفيذ هجمات في "أراضي العدو"، على حد تعبيره، كما اعترف بأن يستخدم مسيرات "هيرمس" من وحدة "زيك" لتنفيذ اغتيالات، وعمليات هجومية في قطاع غزة، وتنفيذ إجراء "طرق على السطح" الذي يحذر من تنفيذ الغارات والهجمات لمقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي.
تختلف أنواع طائرات الاستطلاع، باختلاف أدوارها، فمنها من يقتصر دوره على رصد وتصوير ومسح مواقع "العدو"، ومنها من دورها يقتصر على تنفيذ الهجمات الصاروخية
أبرز الطائرات المسيرة الإسرائيلية :
1- مسيرة "هيرمس 450" (Hermes 450)
وتعرف باسم "زيك"، وهي مسيرة تصنعها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، وهي عبارة عن طائرة تكتيكية مزودة بصواريخ تعمل عن بعد وقادرة على التحليق والبقاء في الجو لمدة 20 ساعة متواصلة، ويمكن أن تحمل صواريخ متفجرة تزن 150 كيلوغراما، حيث يمكن استخدامها في مهام الهجوم والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وتعتبر "هيرمس" ثالث أكبر طائرة مسيرة في جيش الطائرات المسيرة، ويتم تشغيلها من قبل "سرب 161" من سلاح الجو، المعروف باسم "سرب الأفعى السوداء"، وأيضا من قبل وحدة "زيك" التابعة لسلاح المدفعية.
2-مسيرة "هيرمس 900" (900 Hermes)
وهي طائرة مسيرة من صناعة وتطوير شركة الطيران الإسرائيلية، وتعرف هذه المسيرة في سلاح الجو بـ "كوخاف" (نجم)، فهي تستطيع البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 40 ساعة متواصلة.
تم استخدام الطائرة "هيرمس 900" في الحرب على غزة بالعام 2014، من خلال العملية العسكرية التي أسمتها إسرائيل "الجرف الصامد" وردت حركة حماس بمعركة "العصف المأكول".
وبإمكان تلك الطائرة أن تحمل ما يصل إلى 4 صواريخ جو-أرض من طراز "إيه جي إم-114 هيلفاير" (AGM-114 Hellfire)، أو صواريخ جو-جو من طراز "إيه آي إم-92 ستينغر" (AIM-92 Stinger) المستخدمة لاعتراض الطائرات والمسيرات.
كما أنها قادرة على حمل قنابل موجهة بالليزر من نوع "جي بي يو-12 فايفواي" (GBU-12 Fiveway) أو قنابل "جدام" (JDAM) مماثلة تستخدم في الاستهداف للمواقع وشن هجمات وتنفيذ اشتباكات واغتيالات وعمليات نوعية.
3-المسيرة "إيتان"
وتعرف أيضا بأسماء أخرى مثل "هارون تي بي"، و"هارون 2" أو "ماحتس 2″، وهي من صناعة وتطوير شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي أكبر طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وهي قادرة على البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 36 ساعة متواصلة، ويصل طولها 15 مترا بينما يقدر وزنها بنحو 5 أطنان، وبمقدورها أن تحمل 1000 كيلوغرام من الصواريخ المتفجرة.
4- المسيرة الصغيرة "نيتسوس"
بعد انتهاء العدوان العسكري الأخير على غزة، دشن سلاح الجو الإسرائيلي سربا جديدا للطائرات المسيرة في قاعدة "حاتصور"، باسم "السرب 144″، الذي يشغل طائرة مسيرة جديدة من نوع "نيتسوس"، وكذلك طائرة مسيرة صغيرة من طراز "أوربيتر" من صنع شركة "أيروناوتكس"، وهي شركة إسرائيلية مملوكة لشركة "رافائيل".
أدخلت هذه المسيرات حديثا إلى خدمة الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة لأداء مهام الاستخبارات، ومرافقة القوات، وتوجيه الهجوم والمساعدة في المناورة بالتعاون مع جميع أفرع وحدات الجيش في الميدان وغرفة العمليات.
ويمكن تحديث هذه الطائرات وتكييفها مع ساحة المعركة، وذلك بحسب التطورات الميدانية خلال المعارك، علما أن إحدى الخصائص الفريدة للسرب هي توثيق والتقاط التحركات بالميدان في مرحلة مبكرة.
5- جولف ستريم Gulfstream G550
وهي طائرات أمريكية الصنع، يمتلك الاحتلال 5 منها: 3 تحمل اسم نحشون شافيت، تختص بأعمال الاستخبار الاشاري التي تشمل الاستطلاع الالكتروني الرادار، والاستطلاع اللاسلكي.
والنوع الآخر منها اسمه نحشون إيتام، تعمل كطائرة انذار مبكر، تم تزويدها برادار متطور ثلاثي الابعاد تستطيع عبره تتبع 100 هدف جوي في وقت واحد حتى مسافة 370 كم، إضافة لقدرتها على توجيه عمليات جو-ارض، وتحتوي حزمة حماية الكترونية للإنذار المبكر وتضليل الصواريخ المعادية .
6- سكاي رايدر Sky Rider
وهي تعمل مع الوحدات الارضية لتحديد الاهداف لصالح المدفعية، وكان جيش الاحتلال قدر قرر في شهر سبتمبر من العام الماضي ايقافها عن الخدمة في الجيش بعد تكرار حوادث سقوطها في أكثر من منطقة.
7- ثاندر بي Thunder B
وهذا النوع من الطائرات يستخدم للاستطلاع الالكتروني والمسح الجوي وتحديد الاهداف، ويبلغ وزنها 24 كج ويبلغ مداها 100 كم وتطير حتى ارتفاع 1000 متر ويمكنها البقاء في الجو لمدة 24 ساعة.
تعمل حتى في الظروف الجوية القاسية من خلال المستشعرات عالية الأداء وخوارزميات الاتصال والبرمجيات
المهام و الاستخدام :
العمليات السرية و الاستخبارات والمراقبة واكتساب الهدف ليلاً نهاراً ISTAR
توفير معلومات استخباراتية تتضمن فيديو عالي الدقة وعلامة GPS سريعًا ورسم خرائط تكتيكية (TMOD)
أمن الحدود وحماية القوافل والقوات و توجيه المدفعية
8- واندر بي Wander B
ويقتصر دورها على جمع المعلومات ويبلغ وزنها 13 كج ويبلغ مداها 50 كم وتطير على ارتفاع يصل الى 1000 متر ويمكنها البقاء في الجو لمدة 10 ساعات.
9- هاربي Harpy
وتعمل في مهام ضرب الرادارات الارضية خلال عمليات اخماد الدفاعات الجوية بواسطة رأس حربي شديد التدمير زنة 32 كج ويصل مداها الى 500 كم.
وهي طائرة بدون طيار اسرائيلية الصنع من انتاج شركة مالات للصناعات الجوية.. تعمل بمحرك مكبسي.. ومخصصة لمهام الاغارة على الرادارات المعادية من خلال تعقب مصادر الاشعاع الراداري فتتجه نحوه وتصطدم بالرادارا محدثة انفجار مدمر بفعل الراس الحربي الذي تحمله والبالغ وزنه 40 كجم من المواد شديدة الانفجار..
10- حاروب Harop
وهي طائرة انتحارية آلية مصممة لتنقض على الاهداف وتنفجر فيها حيث تحمل رأس حربي زنة 23 كلج وتستخدم في مهام اخماد الدفاعات الجوية ويصل مداها الى 1000 كم ، وتم تصديرها الى الهند واذربيجان.
11- سباي لايت Spy Lite
وتعمل في مهام الاستطلاع وجمع المعلومات قصيرة المدى وتخدم مع الوحدات الارضية والقوات الخاصة ويبلغ اقصى مدى لها 50 كم وتطير حتى ارتفاع 1000 متر وتستطيع البقاء جوا لمدة 4 ساعات .
12- مايكرو بي MicroB
للاستطلاع والتجسس ويبلغ وزنها 1.5 كج ويبلغ مداها 10 كم وتطير حتى ارتفاع 1000 متر ويمكنها البقاء في الجو لمدة 6 ساعات .