قد يعجب القول، "أن حمـاس لا تصلح إلا في المقاومة".
هذا القول، جميل من وجه؛ لأنه يعكس قوة إرادة على تحقيق التحرير، وقدرتها على تعزيز حضورها المقاوِم، والمغالبة لمواجهة العراقيل التي يُزج بها في طريق مشروع المقاومة.
ولكن، من جانب آخر يحمل هذا القول اتهاماً مبطناً، بعدم قدرتها على إدارة مجتمعية مميزة في ظل وجودها على رأس منظومة تحكم غزة بإرادة شعبية.
والحقيقة بين الأمرين.. لا ينكر أحد أن تجاوزات قد تقع في إدارة الشأن العام، وأخطاء من هنا وهناك، وهذا قد يكون مستوعب في إطار عمل إنساني لا يخلو من ذلك.
غير أن الحصار الذي هو ثمن مباشر يدفعه الشعب من قوته ومستقبله، مقابل امتلاكه لإرادة المقاومة، وممارستها بفاعلية وقوة.
فأن تقاوم يعني أن تواجه كل ألوان التضييق والعنت، لكن المقاومة في حد ذاتها إرادة الأحرار، فمهما غلا ثمنها تبقى واجبة، والحرية غالية، والكرامة غالية..، ومن يخطب الحسناء لا يغله المهرُ.
نعم، المقاومة واجب مرحلة، لكن حمـاس مشروع متكامل لكل مناحي الحياة، النجاح في اجتياز الحد الواجب لكل ما يجب عليها.