رامي أبو زبيدة يكتب :في ذكرى استشهاد القائد أحمد الجعـبري شعلة النضال والمـقاومة — شؤون عسكرية وأمنية

رامي أبو زبيدة يكتب :في ذكرى استشهاد القائد أحمد الجعـبري شعلة النضال والمـقاومة

رامي-أبو-زبيدة-يكتب-في-ذكرى-استشهاد-القائد-أحمد-الجعـبري-شعلة-النضال-والمـقاومة

أن تكتب عن الجــعبري ، كأنك تحاول إمساك خيط رفيع قد يصل بك إلى مشارف المجد، لكن فكرة استلال القلم ليرتحل حبرك في ذاكرة التاريخ المــقاوِم الذي لم تنتهِ فصول تدوينه بعد، فيها من المخاطرة ما يكفي لتفكّر كثيراً وتقرأ أكثر كلّ ما يمكن أن يطاله عقلك ويلامس قلبك من قصاصات ورقية حاكت سيرته ومسيرته، ويبقى في جعبة الزمن بماضيه وحاضره كمّاً هائلاً من السطور التي لم ولن تخرج إلى العلن.

ربما لأن ما يختزنه التراب من حكايات الجعبري وفعله يتخطّى فرضية النشر ويلغي إمكانية الإبداع الإنشائي، وربما لأن فعل المـقاومة يقارب القداسة ليصبح سرّاً متصلاً بلحظة الانبعاث الأخير.

اليوم وفي ذكرى استشهاد القائد المــجاهد الكبير أحمد الجعـبري نتذكر المشهد الكبير العظيم الذي حققته المــقاومة في غزة ، حيث وفاء الأحرار للأحرار، خمس سنوات أظهر فيها الجعبري صلابة وشراسة المفاوض القــسامي، أمام المراوغات الصهيونية في كل جولة من المفاوضات.


رحل أبا محمد ورسالته الأخيرة قبيل استشهاده والتي يقول فيها: "أنا مطمئن اليوم على حـماس، فقد شكلت جيشًا قويًا، وأقر الله عيني بصفقة وفاء الأحرار، وأتمنى أن ألقى ربي راضيًا مرضياً".

الحديث عن الشــهادة والشهداء لا يمكن أن يكون مجرد حديث يحمل دلالات مادية ومعنوية تتقاذفها ألسن البشر فقط، بل هو أكبر من ذلك بكثير. وأمام رمز الشهادة وعبقاتها يقف الأحرار أمام شهادة رمزٍ من رموز المقاومة وعنوان للتضحية والفداء، رمز أفنى حياته فارساً مقارعاً الاحتلال لا تعرف روحه الهزيمة، رمز نذر جهده ووقته وطاقته وحياته للمــقاومة، أحمد الجعــبري رمزاً من رموز النضال والمقاومة فأضحى مدرسة إبداع وإخلاص وتفان وصدق وتضحية وعطاء ونضال وجهاد.