هـلال نصّــار يكتب: موقف المقاومة من رسالة الأم الفلسطينية والدة الأسير ناصر أبو حميد! — شؤون عسكرية وأمنية

هـلال نصّــار يكتب: موقف المقاومة من رسالة الأم الفلسطينية والدة الأسير ناصر أبو حميد!

هـلال-نصّــار-يكتب-موقف-المقاومة-رسالة-الأم-الفلسطينية-والدة-الأسير-ناصر-أبو-حميد

إنقاذ الأسرى حق شرعي ومطلب انساني كفلته الاتفاقيات الدولية، بدورها وجهت المقاومة الفلسطينية تحذيرا للاحتلال الصهيوني في حال استشهاد الأسير هشام أبو هواش الذي انتصر على سجانه مؤخراً بعد 141 يوماً من خوضه معركة الأمعاء الخاوية نتيجة الاعتقال الاداري، لكن قد يتحقق الوعيد ويكون واقعاً وجحيماً يرغم الاحتلال على تثبيت استراتيجية جديدة تتكفل بحماية أسرانا واحترام كرامته في معتقلاته، حال ارتقاء الأسير ناصر أبو حميد الشهيد الحي.

والدة الأسير ناصر أبو حميد هي أم فلسطينية يتجاوز عمرها 73 عاماً، وهي في صحة جيدة، وقد أُطلِقَ عليها لقب "خنساء فلسطين" و"سنديانة فلسطين"، إلا أنها دائماً تعاني الأمرّين في الحصول على تصاريح لزيارة أبنائها الأسرى في سجون الاحتلال وعددهم 5 وهم: (ناصر ونصر وشريف ومحمد واسلام)، حيث ظهرت برسالة عبر الفيديو تطالب قيادة أركان المقاومة وعلى رأسها القائد أبو خالد الضيف، تقول فيها: "أخاطبك مثل أمك، وأناشدك بحرارة لإسناد عائلتنا"، وهذه الرسالة والمناشدة وصلت لصاحبها وحددت موقفها وعلينا ترقب مصيرها الذي قد يصدم القريب والبعيد والعدو قبل الصديق نُصرة للأسرى.

يعاني الأسير ناصر أبو حميد (49 عاماً)، من مخيم الأمعري في مدينة رام الله، منذ 6 شهور أوجاعاً حادة في الصدر ونوبات من السعال الشديد تجعله يتقيأ باستمرار، إضافة لمعاناته من الضغط ووجع الرأس والتقيؤ والسعال المستمر وأوجاع في الصدر والبطن، وطوال معاناته خلال الأيام الماضية لم تكترث إدارة المعتقل لآلامه، حيث أهملت حالته، وهو يقبع حالياً في حجزه بمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي في عسقلان المحتلّة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية مؤخراً، تبين أن لديه كتلة ورم في الكبد والرئتين، وحتى الاَن، لم تحدد طبيعته، حيث يعيش لليوم الثالث على التوالي على أجهزة التنفس الصناعي ووضعه الصحي خطير جدًا، والجدير ذكره أن الاحتلال يقيّد يديه ورجليه ويخضع تحت حراسة مشددة.

يُذكر أنّ الأسير ناصر من قادة "كتائب شهداء الأقصى" في الضفة الغربية المحتلة خلال الانتفاضة الثانية، وتعرض لمحاولة اغتيال أكثر من مرة، ولهذا لاحقته قوات الاحتلال حتى اعتقلته في 12 نيسان/أبريل 2002، وتعرض لأبشع أنواع التعذيب والتحقيق على أيدي مخابرات "الشين بيت"، وحكمت عليه بالسجن 7 مؤبدات و50 عاماً، بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" ومقاومة الاحتلال.


يتحدث باسل أبو حميد، شقيق الأسير ناصر أبو حميد، "إنَّ عائلته تتكون من 10 أفراد تعرضوا كلهم للاعتقال؛ منهم 5 أسرى تم اعتقالهم في العام 2002، وهم محكومون بالمؤبدات، والسادس هو الشهيد عبد المنعم أبو حميد المعروف بـ"صائد الشاباك" في العام 1994 في مخيم قلنديا، وقد توفي والدهم وهم داخل السجن، ولم يتمكَّنوا من المشاركة في تشييع جثمانه، ويستطرد باسل بشرح معاناة عائلته: "لا توجد عائلة، ليس في فلسطين وحسب، بل في العالم كله، لديها 5 أسرى محكومون بالمؤبد وشهيد قدمته فداء للقدس"، ويضيف: "هدم الاحتلال منزل العائلة 5 مرات، أولها في العام 1990، وآخرها في العام 2019، ويوضح أيضاً "للأسير ناصر 4 أشقاء محكومون بالمؤبد: الأسير (نصر) الذي سجن لمدة 10 سنوات في معتقلات الاحتلال، ثم أعيد اعتقاله في العام 2002، وحكم الاحتلال عليه بـ5 مؤبدات، والأسير (شريف) الذي اعتقل في العام 1987 في الانتفاضة الأولى، وسجن لمدة 9 سنوات وأعيد اعتقاله في العام 2002، وحكم عليه الاحتلال بـ4 مؤبدات، والأسير (محمد) الذي اعتقل في العام 2002 في انتفاضة الأقصى، وحكم علية الاحتلال بمؤبدين و30 عاماً، والأسير (إسلام) الذي اعتُقل في العام 2002 وحكم مؤبداً و20 عاماً".

إدارة سجن عسقلان أبلغت عائلة الأسير ناصر أن وضعه صعب جداً وحالته خطيرة وسيتم في الأيام القليلة القادمة رفع الأجهزة عنه، وتخفي إدارة مصلحة السجون الصهيونية الوضع الصحي للأسير ناصر خوفاً من التوتر داخل السجون وتخشى ردة فعل الأسرى حال وفاته، كما أن الاحتلال لم يلقي بالاً للمؤسسات الدولية والحقوقية من أجل العمل للإفراج عن الأسير المريض ناصر أبو حميد ومراعاة وضعه الصحي.