خاص: تعرف على مبادئ الحرب المستخدمة في استراتيجية الأنفاق — شؤون عسكرية وأمنية

خاص: تعرف على مبادئ الحرب المستخدمة في استراتيجية الأنفاق

خاص-تعرف-على-مبادئ-الحرب-المستخدمة-استراتيجية-الأنفاق

في هذا التقرير يستعرض موقع شؤون عسكرية وأمنية مبادئ إدارة الحرب المستخدمة في استراتيجية الأنفاق التي أحدثت نقلة نوعية في تاريخ الصراع مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال تحييد التفوق التكنولوجي، وقوة النار التدميرية عن ساحة المعركة، فيما بنيت تلك الأنفاق بسواعد ذاتية أحدثت صخبًا كبيرًا وأربكت حسابات الجيش الإسرائيلي وكبدته خسائر بشرية كبيرة خلال المعارك البرية.

في الحروب التي شنها الاحتلال على غزة كان للأنفاق دور بارز، حيث اعتمدت على عدد من مبادئ الحرب التي أصابت الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية بضعف ملحوظ.

ابتداء تختلف مبادئ الحرب من حرب لأخرى وفقاً لظروف الحرب، كما أنها تتأثر بالمدرسة الاستراتيجية التي تنتمي إليها الدولة، وقد أوضح المغاري مبادئ الحرب الخاصة بإدارة الحرب على النحو الآتي:

وردت الألفاظ الدالة على البعد الإداري بشكل واضح في كثير من مبادئ الحرب، فقد ورد في الموسوعة الأمريكية بعبارات وألفاظ مثل : "الهدف"، و"الهجوم"، و"وحدة الأوامر"، و"الاقتصاد في القوى" و"المناورة" و"المفاجأة"، "الإدارة" و"التدمير"، وأشار اليها ليدل هارت، والموسوعة العسكرية للأيوبي بألفاظ وعبارات، مثل : "الأهداف"، و"الوسائل"، و"التخطيط"، "الحركة"، و" قوة الحشد "، و"المبادأة"، و"المفاجأة"، "التعاون والتنسيق"، بل إن ليدل هارت قد أشار إلى "تقييم الأداء"، كأحد مبادئ الإدارة الحديثة، في المبدأ الثامن، بقوله : "عدم تكرار هجوم سبق أن فشل"، وجاء في المبادئ التي ذكرها اللواء محمد محفوظ عبارات وألفاظ مثل، مثل "فن إدارة الصراع"، و"الأهداف والمهام"، و"وبناء القوات وتطويرها"، و" التوزيع المناسب للقوات"، و"التخطيط" و"إعداد الدولة للحرب"، و"إدارة الحرب"، وفي المبادئ التي ذكرها اللواء غازي ربايعة جاءت عبارة "تبديل القادة"، كأحد النشاطات الإدارية للحرب، أما في مبادئ الاستراتيجية العسكرية التي أشار إليها اللواء ياسين سويد فقد وردت الألفاظ والعبارات الدالة على إدارة الحرب، مثل : الحركة، والهجوم، والحرب الجماعية، والمرحلية، والتعبئة، والدفاع (المغاري،2008:ص22).

مبادئ الحرب المستخدمة في استراتيجية الأنفاق 

أبرز الاستعراض التاريخي لاستراتيجية الأنفاق المشاكل التي تستوجب مواجهة التهديد والقتال من تحت الأرض، كما سلط الضوء على أهمية بعض مبادئ الحرب التي تساعد في تحليل الحرب الدائرة تحت الأرض، وهذه المبادئ هي: التمويه والاستتار، الهجوم، المناورة، الحشد، تقليل القوات، وعنصر المفاجأة، وعنصر الردع والتدمير.

أولاً – التمويه والاستتار:

 هي مجموعة الإجراءات التي يقوم بها المقاتل للاختفاء عن رصد العدو البري والجوي دون تعطيل المهمة القتالية والاندماج مع طبيعة الأرض لتغيير اللون والشكل ليتلاءم مع الطبيعة، والتقليل من ظهور الأشياء (عناصر، عتاد، وسائل، تجهيزات).

وتكمن أهمية التمويه والاستتار في الآتي:

  • يوفر الأمن والسلامة وهذا ما يسمى بالدفاع السلبي، وهو الدفاع الأكثر حماية والأقل تكلفة، وتكون قوة هذه الحماية مساوية لإتقان التمويه لدينا.
  • يوفر عنصر المباغتة والمفاجأة وهي من أهم عوامل النجاح في أي عمل عسكري.
  • يحرم العدو من الوصول للمعلومة.

عندما نتحدث عن التمويه والاستتار فإن الأنفاق والمراكز المحفورة في باطن الأرض والمراكز المموهة والمحصنة والعتاد والأسلحة المحجوبة عن الأنظار هي خير معبِّر ومثال عنها، والأنفاق أحد أبرز أوجهها، وإذا أطلقنا على كل شيء تحت الأرض أنفاق، تصبح السرية هي الاحتجاب والنزول تحت الأرض، وإن التخفي والسرية تصعب على العدو استهداف المقاومة وضربها.

وتشير مجريات الحروب التي جرت في غزة إلى أن المقاومة أرادت من وراء اعتماد استراتيجية الأنفاق، التغلب على المساحة الجغرافية الصغيرة لقطاع غزة الساحلي، وعدم وجود تضاريس طبيعية تساعد المقاومة في التخفي من العدو.

ويقول "داني ياتوم" رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق: "يوجد في قطاع غزة، غزة العلوية وغزة السفلية، في غزة السفلية شبكات غير متناهية من الأنفاق والخنادق المتعددة، من خلالها يستطيع المقاومون العيش والاختباء والتخفي والخروج، دون أن نتمكن من المساس بهم" (فيلم حرب غزة رؤية إسرائيلية،2015م)

لذلك فإن أي حركة للمقاومة فوق الأرض مكشوفة، ويوجد مئات الوسائل للعدو لضربها، لذلك كانت الأنفاق مهمة للتمويه والاحتجاب عنه، وهي تسمح للمقاتلين بالتحرك بحرية والتقرب لأقصى حد من مواقع العدو ومفاجأته ومواجهته، ولو لم تكن الأنفاق موجودة لفشلت معظم العمليات؛ لأن العدو يمتلك أسلحة بعيدة المدى ووسائل رؤية قادرة على رصد أي تحركات خاصة، وحين الاقتراب منه دون الأنفاق فهذا يؤدي لاستهداف المقاتلين ويوقع فيهم خسائر، والأمثلة عديدة لامجال لحصرها.

ثانياً – مبدأ المباغتة " المفاجأة " :

المباغتة "المفاجأة": هي تنفيذ العمليات في زمان ومكان لا يكون العدو مستعداً بما فيه الكفاية لمواجهة خصمه. (مذكرات في الفكر العسكري ،2011: 27)

إن المفاجأة المقترنة بالسرية والتخفي والخداع والجرأة، يمكنها أن تغير توازن القوى بشكل حاسم، وأن تمهد لانتصارات أضخم بكثير من القدرة المتاحة (الموسوعة ،2015:نت) ، ويمكن تحقيق المفاجأة في الحرب بخدع العدو عن زمان أو مكان المعركة، أو باستخدام سلاح حديث، أو باستخدام سلاح معروف لكن بأسلوب جديد، أو عن طريق اللجوء إلى تكتيكات جديدة، وتعتبر الخدعة والسرعة والسرية أساس كل مفاجأة (كلاوزفيز ،1982: 197)

بيد أن مدى نجاح مبدأ المفاجأة يتوقف على طريقة تنفيذه وسرعتها بحيث لا يعطي العدو فرصة أخذ الاحتياطات، أو الإجراءات المضادة، في الوقت المناسب. (شفيق ،2008م: 132)

وتتحقق المباغتة "المفاجأة" من خلال:

  • المبادرة بالعمل في الاتجاه الصحيح.
  • طريقة تخالف توقع العدو.
  • ردة فعل العدو تكون معدومة أو غير مؤثرة تؤدي إلى امتلاك زمام المبادرة.

المفاجأة هي القدرة على ضرب العدو في وقت أو مكان يفاجئه أو بطريقة تربكه، وهل هنالك من طريقة أفضل لتحقيق هذه النتيجة سوى الخروج من تحت الأرض؟ تخيل أن تكون قادراً على تجاوز العدو تماماً بحيث تتحرك تحت الأرض، ثم تصل إلى السطح، وثم تنقض عليه وتشل حركته قبل أن يبدأ بالرد، وهي مبدأ ذو بعد عملياتي وعبر امتلاك القدرة على الانتقال في ميدان يملك فيه السيطرة الجوية والوصول للأهداف من حيث لا يتوقع.

يعترف العميد احتياط في جيش الاحتلال "يوسي لينغوتسيك" أن "أول ميزة للأنفاق هو عامل المفاجأة، لأنها تمكن من بناء تحصينات تحت الأرض، وقنوات للاتصال، ومنصات لإطلاق الصواريخ، وبناء مخازن للسلاح وورشات تحت الأرض لتصنيع الأسلحة، تكون بعيدة عن مرمى الطيران الإسرائيلي، وبالتالي فإن وجود قواعد تحت الأرض تمكن المقاومة من تحسين قدراتها على مواجهة "إسرائيل". (العربي الجديد، 2014م: نت).

كمنت خطورة استراتيجية الأنفاق في ابتعادها عن ظروف وإجراءات المواجهة التقليدية، واعتمادها على مفاجأة العدو بضربة عنيفة قاتلة، لا تدع له فرصة للنجاة والإفلات، أو تتيح له إمكانية المواجهة والتصدي والرد بالمثل (أبو عامر،2015م).

وهذا كله حرم الاحتلال من إمكانية التعامل المسبق مع هذا التهديد، وإحباطه، أو التصدي له حال التنفيذ، كونه يعتمد على عامل المفاجأة الذي يربكه، وفي ظروف غزة تحديداَ برزت الحاجة للأنفاق لمفاجأة العدو.

أثبتت العمليات العسكرية خلف خطوط العدو، والعمليات الدفاعية داخل حدود القطاع التي نفذتها المقاومة، الأهمية الاستثنائية للأنفاق، التي أعطت المقاومة ميزة عنصر المفاجأة خلال الحروب.


ثالثاً- الهجوم:

الهجوم هو التوجه إلى طلب الخصم بقصد ملاقاته ومقاتلته وتدميره في ساحات القتال، وتكون الغاية من الهجوم حرف أنظار العدو، وحرمانه من المصادر الحيوية، وكشف انتشاره واستعداده وتركيب قواته، وتكون الغاية من الهجوم أيضاً احتلال الأرض وتدمير قوات العدو.(مذكرات في الفكر العسكري ،2011: 34)

إن الهجوم هو العنصر الحاسم في القتال، بل هو عنصر النصر، بدليل أن الأقوى يلجأ إليه من أجل سحق الأضعف وتحقيق النصر، ولهذا يجب فهم جوهر مبدأ الهجوم الذي يقف على رأس قواعد الحرب في كل التعليمات الميدانية عند كل الجيوش، لأن الدفاع يستطيع أن يصد هجوماً ويستطيع أن يصدع هجوم العدو، لكنه لا يكسب حرباً إلا إذا تحول إلى هجوم مضاد في اللحظة المناسبة. (شفيق ،2008م: 123)

لا تتحقق النتيجة الحاسمة في الحرب إلا عن طريق العمليات الهجومية، حيث يمتلك القائد في هذه العمليات عنصر الابتكار ويفرض إرادته على خصمه.

تتمتع المقاومة الفلسطينية بشبكة أنفاق وتحصينات ورؤى عملياتية محكمة جعلتها قادرة على المباغتة والهجوم، والوصول لنقاط الضعف في العدو

وقد صمم هذا العنصر لانتهاز المبادرة والاحتفاظ بها واستغلالها، فالأنفاق تسمح للمقاتلين بالانتقال لوضعية الهجوم في ظروف ميدانية صعبة ومعقدة كما هو الحال في غزة، ولولاها لكانت ظروف النجاح أقل، فالأنفاق تسمح للمقاتلين بالتحرك، قبل أي هجوم.

فكان للأنفاق دورها الهجومي بالتسلل خلف خطوط العدو، وتنفيذ عمليات هجوم على مواقع الجيش الإسرائيلي مثل عمليات ناحل عوز، وايرز، وابو مطيبق وغيرها من العمليات التي عدها المحللون العسكريون بأنها من أكبر وأجرأ العمليات في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

رابعاً - المناورة:

هي طريقة الحركة والنقل المدروس للقوات والنيران في زمان ومكان مناسبين؛ بقصد وضعها في وضعية متفوقة على العدو، فمعيار نجاح المناورة هو النقل الآمن والسريع للقوات والنيران، وتحقيق وضعية التفوق على العدو من خلال الاستغلال الأقصى للقدرة القتالية، ونقلها إلى نقاط ضعف العدو.(مذكرات في الفكر العسكري :2011)

وتتحقق المناورة من خلال :

  • وجود تشكيلة وإمكانات وتدريب جيد.
  • تستلزم المناورة الجيدة حشداً ضرورياً بالقوى.
  • الاستفادة القصوى من الإمكانات في سبيل استغلال نقاط ضعف العدو.
  • استثمار نقاط ضعف العدو التكتيكية: (انتشار خاطئ، أخطاء تكتيكية، دعم ضئيل، معنويات ضعيفة) .
  • الاشتباك مع العدو في بقعة غير مستعد فيها.

تسهم استراتيجية الأنفاق بشكل فعال بمبدأ المناورة من خلال وضع العدو في موقف ليس له فيه الأفضلية من خلال التطبيق المرن للقوة، وتتحقق المناورة من خلال الاستفادة القصوى من حركة ونقل القوات والنيران عبر الأنفاق، واستثمار نقاط ضعف العدو التكتيكية : انتشار خاطئ، أخطاء تكتيكية، دعم ضئيل، معنويات ضعيفة، ولتحقيق مبدأ المناورة يجب الاشتباك مع العدو في بقعة غير مستعد فيها، وهذا ما توفره الأنفاق لهذا المبدأ ، وهو ما كان واضحاً في عملية (ناحل عوز) حيث الانتشار الخاطئ، وعدم توفر الدعم، والمعنويات الضعيفة لجنود الموقع.

خامساً - تقليل القوات:

ويسمى "الاقتصاد بالقوات" ويستهدف الحصول على أفضل النتائج بأقل حد ممكن من الجهد والقوات، إن هذا المبدأ يتناول مسألة توزيع القوات توزيعاً حصيفاً، عندما تركز القوة لتحقيق هدف محدد فإن جزءاً منها يشتبك في كل مرحلة من مراحل العملية، وهو الجزء الذي يعتبر كافياً، بينما يبقى الباقي في حالة عدم اشتباك، أي أن جوهر هذا المبدأ يختص بمسألة الاحتياط، كما يختص بمسألة حسن توزيع القوات على نقاط كثيرة، خاصة في جبهة واسعة، أو في حالة عدم توازن في القوى.

عندما تركز القوة لتحقيق هدف محدد فإن جزءاً منها يشتبك في كل مرحلة من مراحل العملية، وهو الجزء الذي يعتبر كافياً بينما يبقى الباقي في حالة عدم اشتباك، أي أن جوهر هذا المبدأ يختص بمسألة الاحتياط، كما يختص بمسألة حسن توزيع القوات على نقاط كثيرة، خاصة، في جبهة واسعة، أو في حالة عدم توازن في القوى.(شفيق ،2008م: 114) .

ومن الضروري التذكر دائماً أن مبدأ تقليل القوات، أو قل مبدأ التوزيع العقلاني المناسب للقوات هو حجر الرحى لامتلاك حرية الحركة، وتجنب حشد الجيش كله في تركيز أحمق على خط مكثف.

سادساً- الردع:

إذا لم يكن خصومك متأكدين من الذي سيكلفهم العبث معك، فلن يرغبوا باكتشاف ذلك، العب على مخاوف الناس وقلقهم الغريزي لكي تجعلهم يفكرون مرتين قبل مهاجمتك، يميل العدو إلى مهاجمتك أكثر إذا رأى أنك هشٌ أو ضعيف، لا يستطيعون التأكد من مدى ضعفك، يعتمدون على الإشارات التي تصدر منك عبر سلوكك الحاضر والماضي، إنهم يسعون إلى الانتصارات السهلة السريعة وغير الدموية، لهذا السبب ينقضون على الضعيف الهش.

إن الردع ببساطة هو قلب هذا الوضع، وعكس أي تصور لديهم عنك بأنك ضعيف وساذج عبر إيصال الرسالة التي تقول إن الحرب معك لن تكون سهلة مثلما ظنوا.

جوهر مبدأ الردع هو: حين يهاجمك العدو أو يهددك عليك أن توضح له أنه سيعاني في المقابل، قد يكون أقوى منك، وقد يكون بمقدوره الانتصار في المعارك لكنه سيدفع ثمن كل انتصار.

منحت أنفاق المقاومة القدرة على خلق بيئة ترعب العدو؛ فمنعته من القيام بالعملية البرية، في غزة والتعمق فيها، وهنا كان دورها في تكوين عنصر الردع، لأنها بثت القلق والرعب والهلع في نفوس الجنود والمستوطنين، وسمعنا عن الاعتصامات في مستوطنات غلاف غزة، والانتقادات التي وجهها المستوطنون للقيادات الأمنية والسياسية الصهيونية، والقلق الذي ينتابهم، والهلوسات عند سماع أصوات آلات الحفر، والخشية من أن يفيقوا ذات يوم ويرون المقاتلين داخل المستوطنات.

أما بالنسبة لكيان العدو في العمق، فالأنفاق والذكاء في استخدامها ساهم في خلق بيئة الرعب لدى الجمهور الإسرائيلي وهذه البيئة عامل ضاغط من أجل تعزيز قوة الردع (الردع يأتي من خلال خلق الرعب فيحدث ردع )، فأنت عندما عملت ردع للقوات بصورة مباشرة ورعب للمواطنين، تعزز قوة الردع فتكون الأنفاق حققت دورها على وجهين وجه في الميدان مباشرة ووجه في عمق العدو .

وجاءت سلسلة العمليات التي نفذتها المقاومة كعملية أبو مطيبق والشجاعية وصوفا والواحة كعمليات عمليات استراتيجية، وفي الجانب النفسي خلقت نوعاً من الصدمة داخل جيش العدو و داخل القيادة السياسية والعسكرية.

وحققت استراتيجية الأنفاق حالة ردع للعدو الصهيوني، وإجباره على الانسحاب، بعد أن رفضت وحدات نخبته المقاتلة دخول عمق غزة، خشية الموت الذي كان يلاحقهم من فوق الأرض وتحتها.

وللدلالة على الردع والرعب الذي خلفته الأنفاق، يمكن النظر الى مدى الإحباط لدى دوائر صنع القرار والنخب في "إسرائيل"، فالأنفاق مكنت مقاتلي المقاومة خلال حرب غزة 2014من المس بـ"السيادة الإسرائيلية"، وشكلت تحدياً لمفهوم "الأمن القومي الإسرائيلي"، وتكمن المفارقة أن الرعب الذي فاقمه خطر الأنفاق، دفع المعلقين الإسرائيليين لبناء أساطير حول مقاتلي المقاومة الفلسطينية عن العمليات القتالية عبر الأنفاق.