محمد إبراهيم المدهون يكتب : عز الدين القسام ... في ذكرى الرحيل — شؤون عسكرية وأمنية

محمد إبراهيم المدهون يكتب : عز الدين القسام ... في ذكرى الرحيل

محمد إبراهيم اامدهون يكتب : عز-الدين-القسام-في-ذكرى-الرحيل

تأتي اليوم ذكرى الرحيل للقامة الشامخة عزالدين القسام، لتؤكد أن الطريق الذي خاضه الشيخ الجليل قد مهد لمدافعة كبيرة وإلحاق أذى بالمحتل مهما تغيرت أسماؤه عن طريق الخلاص الكامل والتحرير الشامل.

الشيخ الشهيد عز الدين القسام، فارس الكلمة والبندقية الذي أطلق الشرارة للجهاد في فلسطين الكرامة ضد المستعمرين واليهود ... الشيخ الورع المجاهد الذي نبت في قرية جبلة السورية، ورحل من سوريا بعد أن حاصر المحتلين، وفي فلسطين (الأقصى)، وتحديداً في (مسجد الاستقلال) بحيفا، حط رحاله وأعاد رفع الراية الجهادية، وأشعل الثورة بآيات القرآن وأحاديث النبوة لتكون الشحنة للرصاصة والقنبلة. ليمثل النموذج الأروع في تاريخ فلسطين للفداء والتضحية .. ورمزاً للوعي والإخلاص.

إن القسام نموذجاً فذاً، حارب الظلام في (سوريا) وحكم عليه بالإعدام، فيتجه شطر الجنوب ليحارب الظلام مرة أخرى في (فلسطين)، منطلقه الإيمان، ودافعه الإسلام .. امتشق القسام القرآن والبندقية وضمهما إلى صدره وهو يتمتم " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " [آل عمران : 169] .

أراد ألا يموت أبداً ... حيث الناس يموتون، فكان له ما أراد في أحراش يعبد (قضاء جنين)، قاد مسيرة الثوار، ورفض الخضوع للحصار، وأصر أن تبقى البندقية مشرعة، فكانت الشهادة في التاسع عشر من نوفمبر من العام ألف وتسعمائة وخمس وثلاثين ليبقى القسام علماً للجهاد المتواصل،

 ويواصل رجاله الثورة من بعده، ويشتعل إثر استشهاد القسام، وفي العام 1936 أشهر ثورة في التاريخ الفلسطيني... ولم يكن من قبيل العبث أو المصادفة أن يتسمى الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) (كتائب الشهيد عز الدين القسام) ليبقى هذا الاسم حياً بتواصل جهاد أحفاد القسام الذين يزينون صفحات المجد والعز والحرية بدمائهم وجهادهم...

في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقد البدر الذي رحل، وهو يبني بيت الشموخ والكبرياء، ولم يكتمل البناء بعد، وها هي حلة قشيبة من الشهداء الذين نسجتهم كتائب الشهيد عزالدين القسام بجهاد وعلم وتضحية.


رحل الشيخ الشهيد (عزالدين القسام) بعد أن أسس مدرسة الجهاد والمقاومة، وأصبح معلماً بارزاً وركناً عتيداً في قلعة الجهاد والاستشهاد .