خاص : تقرير استخباراتي أمريكي يتنبأ بمستقبل قاتم في سوريا في السنوات المقبلة — شؤون عسكرية وأمنية

خاص : تقرير استخباراتي أمريكي يتنبأ بمستقبل قاتم في سوريا في السنوات المقبلة

تقرير-استخباراتي-أمريكي-يتنبأ-بمستقبل-قاتم-في-سوريا-في-السنوات-المقبلة

أصدرت وكالة المخابرات المركزية تقريرًا استخباراتيًا قدرت فيه أن الحرب في سوريا من المتوقع أن تستمر في السنوات المقبلة، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية في البلاد، ويتسبب في موجة جديدة من الهجرة.

وجاء في الجزء غير السري من التقرير، الذي نشره مدير المخابرات أفريل هاينز ، بالتنسيق مع رؤساء مجتمع المخابرات الأمريكية ، والمخصص لتقييم التهديدات العالمية ، تم تقديمه إلى الكونجرس الأمريكي ولجان القوات المسلحة بمجلس النواب. مجلس الشيوخ.

يتناول التقرير المؤلف من 27 صفحة أبرز التهديدات العالمية للأمن القومي للولايات المتحدة، والأزمات، بالإضافة إلى التقييمات المتعلقة بالخطوات الروسية والإيرانية.

رسم تقرير للاستخبارات الأمريكية صورة “قاتمة” لمستقبل بعض الدول التي تشهد صراعات في منطقة الشرق الأوسط، ومنها سوريا، حيث حذر التقرير من أن هذه الصراعات وتفشيها إضافة لمعاناة تلك الدول من أزمات سياسية اقتصادية، ومواجهة الإرهاب والتطرف فيها يزيد من احتمال “انهيارها”.

وفي التقرير السنوي لعام 2021، للاستخبارات الأمريكية، رجح فيها استمرار تفشي الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. التي تشهد فيها دول كسوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها صراعات داخلية، غذتها تدخلات لبعض الدول الإقليمية ما أدى لأزمات عاصفة بتلك الدول من بينها سوريا، سواءً على الصعيد الداخلي والخارجي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.

سوريا.. أوضاع مأساوية وغياب للحلول السياسية

وخص التقرير الأمريكي بالذكر، سوريا وليبيا والعراق، حيث بدأ بالقول أن سوريا، تشهد أوضاعاً مأساوية خاصة على الصعيد الإنساني، حيث هناك تدهور للأوضاع الاقتصادية، محذراً من المزيد من التدهور والأزمات بالسنوات القليلة القادمة، ما سيزيد الوضع الإنساني تأزماً، واعتبر أن هذه الأوضاع تهدد بشكل مباشر القوات الأمريكية في سوريا.

وأضاف التقرير الاستخباراتي الأمريكي، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيعاني كثيراً لاستعادة السيطرة على بقية الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة دمشق، وتوقع التقرير أن الرئيس السوري سيمتنع عن الدخول في “مفاوضات سلام” ذات مغزي، وأشار التقرير إلى أن الأسد يعتمد على دعم روسي وإيراني في ذلك.

الإدارة الذاتية.. استمرار الضغوط من دمشق وموسكو وأنقرة

أما فيما يخص الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، فتوقع التقرير الاستخباراتي الامريكي أنها ستتعرض للمزيد من الضغوطات من جانب الحكومة السورية وحليفها الروسي، ومن الاتراك أيضاً، وأشار التقرير إلى أن ذلك سيتزامن مع المزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني بتلك المناطق في حال انسحبت القوات الأمريكية من هناك.

ورجح التقرير الأمريكي، أن تواجه القوات الأميركية في شمال شرق سوريا، تهديدات من إيران والفصائل المسلحة الموالية لها أو للقوات الحكومية السورية، عبر هجمات يمكن إنكارها في الغالب، وأشار التقرير إلى أن “الإرهابيين” سيحاولون شن هجمات على القوات الغربية من ملاذاتهم الآمنة في سوريا، وقد يؤدي تزايد القتال أو الانهيار الاقتصادي إلى موجة هجرة جديدة من البلاد.

ومنذ عقد من الزمن تعاني سوريا من صراع على السلطة، تحول لشبه “حرب أهلية” بحسب وصف العديد من التقارير والبيانات الرسمية من قبل جهات أممية ودولية، وتسبب هذا الصراع في دخول تنظيمات إرهابية متطرفة إلى الأراضي السورية وقتال الحكومة والشعب السوري، ما شكل بؤر لتلك الجماعات تشن من خلالها الهجمات على قوات حكومية وأخرى متواجدة في مناطق سورية عدة.

وتحدث التقرير الأمريكي الذي يقيم المخاطر لعام 2021، عن أن نشاط إيران في عدة دول عربية إلى جانب التدخل الروسي والتركي، سيزيد من استمرار الإرهاب وحركة الاحتجاج، وأشار إلى أن التقلبات المحلية سوف تستمر مع ارتفاع وتيرة السخط الشعبي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا الفيروسية.

العراق.. محاربة داعش والخطر المحدق بالأمريكيين

أما فيما يخص العراق، فقد قال التقرير، أن القوات العراقية ستواصل حربها ضد داعش، وجهودها للسيطرة على الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وقال أن العراق يعتمد على الولايات المتحدة ودول أخرى لمحاربة داعش، ومع ذلك لا تزال المجموعة الإرهابية قادرة على شن هجمات.

ورجح التقرير أن تتعرض الأهداف الامريكية في العراق، للمزيد من الهجمات من قبل فصائل مسلحة موالية لإيران، بهدف الضغط على القوات الأميركية لمغادرة العراق، في حال لم تتوصل الحكومة العراقية إلى اتفاق مع واشنطن بشأن جدول زمني محدد لذلك، مايعني أن الموظفون الأمريكيون سيواجهون خطرأ كبيراً.

ليبيا.. التدخلات الخارجية تهدد بعودة “الحرب الأهلية”

أما فيما يخص ليبيا، فقد رأى التقرير أن “حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة” ستواجه ذات التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي منعت الحكومات السابقة من تحقيق المصالحة والاستقرار، وحذر التقرير من “تجدد الحرب الأهلية” في ليبيا، خلال هذا العام، ورجح أن تواصل مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة وتركيا الدعم المالي والعسكري لوكلائها في الصراع.