رامي أبو زبيدة يكتب: ومضة عسكرية .. الصد والمنع (الدفاع الثابت) — شؤون عسكرية وأمنية

رامي أبو زبيدة يكتب: ومضة عسكرية .. الصد والمنع (الدفاع الثابت)

رامي-أبو-زبيدة-يكتب-ومضة-عسكرية-الصد-والمنع-الدفاع الثابت

الصد والمنع في المناطق السكنية والمكتظة كقطاع غزة مناسبة لمكونات هذه البيئة الفريدة هو –الدفاع عن منطقة- كعملية دفاعية، الدفاع عن غزة يتركز على منع قوات الاحتلال المهاجمة من الوصول الى أماكن معينة لمدة معينة بدلاً من تدميرها فوراً، على الرغم من أن عملية الدفاع عن المدن والمناطق السكنية لا تسعى الى تدمير القوات المهاجمة بطريقة مباشرة أو هزيمة القوات المهاجمة، لكنها كهدف فهي تسعى الى تكبيد خسائر لهجوم العدو، الصد والمنع عن مناطق سكانية في كثير من الأحيان يعمل بشكل فعال لاستنفاد موارد القوات المهاجمة، وظروف الانتقال إلى العمليات الهجومية.

برزت هذه الاستراتيجية خلال الحروب الثلاثة الاخيرة التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة، فكان على المقاومة الفلسطينية بما امتلكت من سلطة قرار في قطاع غزة، وما حشدت من مقاتلين، أن تحدد أهداف الدفاع ومقوماته لتفويت الفرصة على الجيش الإسرائيلي والحؤول دون تحقيق شيء من أهدافه، وإجباره على وقف الهجوم بعد أن يدرك استحالة النجاح، ولا يكون ذلك في الحالة التي فرضها العدوان إلا عبر تحقيق الأهداف العسكرية الدفاعية التي وضعتها المقاومة نصب أعينها في حروب “إسرائيل” الأخيرة عليها منها :

المحافظة على بنية المقاومة، وتنظيماتها وقدراتها العسكرية بالحد اللازم الممكن للقيام بعمليات عسكرية ميدانية ضد الجيش الإسرائيلي: ويعني هذا الهدف أربعة أمور، وهي: الإصرار على التمسك بإرادة القتال، والاحتفاظ بالمقاومين المدربين الذين يواجهون القوات الاسرائيلية في الميدان، والاحتفاظ بقدر من السلاح والذخيرة بما يلزم لعمليات المواجهة، والأمر الأخير يتمثل باستمرار الدعم الشعبي والالتفاف الجماهيري حول المقاومة بقدر يناسب نموها وسريتها.

الاحتفاظ بالقدرة المناسبة لإنتاج الخوف والأذى في المجتمع الإسرائيلي عبر إدامة إطلاق الصواريخ، ومن هنا تبرز الوظيفة الدفاعية المهمة لمنظومة صواريخ المقاومة، والتي كان على المقاومة أن تحتفظ بالحجم المناسب منها، فلا تهدره في وقت قصير، ولا تعرض مخازنه للتدمير أو تمكن الخصم من ذلك.

منع الجيش الاسرائيلي من الاستقرار في أي من المناطق التي يتقدم لها، وتحويلها الى مناطق خطر واشتباك، وحرمانه من الشعور بالأمن في المناطق التي يحتلها، فذلك يعد إفساد لنجاحات الجيش الاسرائيلي المؤقتة في الميدان وحرمانه من استثمار الاحتلال ليبني عليه بشكل تراكمي يوصله الى النصر.

إن مسألة الدفاع عن قطاع غزة في وجه عدو يحاول الاجتياح والقتل والتدمير، ويفرض حصاراً خانقاً والذي هو بحد ذاته وجه من أوجه الحرب، وحيث تطمح المقاومة إلى منعه من احتلال الأرض، والحد من التدمير والقتل الذي يستهدف الشعب، فإن الأمر بغزة أمر ممكن إدراجه في الأهداف العسكرية لأنه فوق طاقتها أصلاً، فلا يمكن لمقاومة أن تمنع الاحتلال ولكن لها أن تمنع استقراره، ولا يمكنها منع القتل بل الرد عليه بعمليات تؤذيه .