قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن استخدام الجيش الأوكراني لطائرات "بيرقدار" المسيرة التركية الصنع رسالة إلى روسيا مفادها أن كييف تعزز ترسانتها، لإحداث تغيير محتمل في التوازن العسكري بالمنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه في حين تصدرت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات، معظم عناوين الأخبار، فإن الدعم التركي الأقل تناولا على وسائل الإعلام قد أثار فعليا مخاوف لدى موسكو.
وأكملت: "ليس فقط لأن صفقة شراء طائرات بيرقدار تي بي 2 المسيرة التركية تمت بلا شروط استخدام واضحة، ولكن أيضا لأن كلا من كييف وأنقرة اتفقتا على إنشاء موقع لإنتاج الطائرات من دون طيار فوق التراب الأوكراني"، وفق ما ترجمه موقع "الجزيرة نت".
ورغم أن أوكرانيا اشترت أولى طائراتها التركية بدون طيار عام 2019، فإنها أوقفت استخدامها في أي ضربات تستهدف منطقة دونباس إلى أن تعرضت قرية أوكرانية هناك لقصف عنيف من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أنها تستخدمها أيضا لإنجاز مهام عسكرية استطلاعية، وفق الصحيفة.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية آنذاك، في بيان، إنها طالبت أولا بوقف إطلاق النار من خلال بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا، لكن "رد فعل قوات الاحتلال الروسية كان سلبيا".
وأشارت إلى أن "القوات المسلحة الأوكرانية ستواصل زيادة تكتيكاتها وأساليبها القتالية باستخدام طائرات بيرقدار المسيرة، لردع العدوان الروسي وحماية مصالح أوكرانيا".
وخلال محادثة هاتفية، ديسمبر/كانون الأول الماضي، بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، أثار الرئيس الروسي مسألة استخدام الأوكرانيين لطائرات بدون طيار تركية الصنع، واصفا ذلك بـ"السلوك المدمر" و"النشاط الاستفزازي".
في حين أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" لاحقا، أنه لا يمكن تحميل أنقرة مسؤولية استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن المدون العسكري المقيم في كييف "أوليكسي أريستوفيتش"، أن "هذه الأخبار مزعجة تماما للروس لأنها تشكل زيادة دراماتيكية في القدرات القتالية لأوكرانيا التي وضعت فعليا يدها على سلاح يغير قواعد اللعبة".
وخلال العام المنقضي، اكتسبت المسيرات التركية سمعة طيبة، بعد تمكنها من تغيير موازين القوى في ليبيا وكذلك في الشمال السوري.
والجمعة، قالت الإدارة الأمريكية، إنها تتوقع أن تقدم روسيا على اجتياح أوكرانيا، قريبا جدا، إلا أن موسكو أكدت أن ما يتم الترويج له من الغرب "ادعاءات باطلة لا أساس لها".
وازدادت حدّة التوتر حول أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بعدما اتّهمت الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بأنّها حشدت على حدودها مع أوكرانيا نحو 100 ألف جندي ودبابات وقطع مدفعية تحضيراً لغزو محتمل لجارتها الغربية، لكنّ السلطات الروسية نفت ذلك.
وزوّدت واشنطن كييف بأسلحة خفيفة وسفن دوريات وقاذفات صواريخ مضادّة للدروع من طراز جافلين، لكنّ العديد من أعضاء الكونجرس يطالبون البيت الأبيض بأن يفعل المزيد على هذا الصعيد.
وصرحت الولايات المتحدة مرارا بأنها تتفق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا، على عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا، في حالة المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا.