أعلنت حركة حماس أن وفداً من قيادتها برئاسة السيد إسماعيل هنية سيزور القاهرة غداً للقاء وفداً من جهاز المخابرات برئاسة اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية، حيثُ أكدت المخابرات المصرية هذه الزيارة التي تأتي في وقت لافت، وتجدر الإشارة هنا أن هناك كثير من المعطيات وكذلك المستجدات التي تبرر هذه الزيارة.
بإعتقادي أن زيارة وفد من قيادة حركة حماس برئاسة الأستاذ اسماعيل هنية وبرفقته خالد مشعل ويحيى السنوار وصالح العاروري وزاهر جبارين وخليل الحية، حسب ما أفادت به بعض المصادر لن تكون لمناقشة تفاصيل المساعدات أو مساحة الصيد أو فتح معبر رفح، فهذه الملفات لم تعُد تُطرح على طاولة البحث، لأن ما يجري على الساحة الميدانية أثبت أن حماس اجتازت المرحلة التي كانت تجعلها رهينة لإغلاق المعابر وتقليص مساحة الصيد.
لذا لابد أن تكون هناك أجندة من ملفات كبيرة وثقيلة في الميزان السياسي والأمني تُطرح على طاولة النقاش.
ولا أستغرب أو أستبعد أن يكون هذا اللقاء جاء لتتويج جهود مضنية استغرق البحث والأخذ والرد فيها وقتاً طويلاً وكافياً، ولعل من أبرز هذه الملفات:-
أولاً: وضع اللمسات الأخيرة لإتمام صفقة تبادل أسرى وإغلاق هذا الملف الذي أرّق الجانبين ولا سيما الوسطاء الذين لم يدخروا جهداً لإنجاز هذا الملف منذ عام 2014م، بالتزامن مع التصريحات المتوالية للجانب الإسرائيلي، والتي كان آخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت الذى قال في مضمون خطابه عن ضرورة إنهاء هذا الملف وأنه آن الأوان لعودة الجنود المفقودين في غزة إلى أهلهم وذويهم.
ثانياً: مستقبل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ،خصوصاً بعد إعلان البيت الأبيض رفض طلباً قدمته السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستياء المجتمع الدولي من السلطة وسياساتها في تحقيق حالة من الإتفاق والمصالحة الداخلية لضمان استمرار تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، وحالة الفوضى والفلتان الذي تعيشه السلطة في الضفة الغربية وملف الإنتخابات المجتزأة التي أعلن عنها عباس مؤخراً.
ثالثاً: وضع اللمسات الأخيرة في ملف الإعمار الذي ترعاه جمهورية مصر العربية بعيداً عن السلطة في رام الله والذي بدأت عجلته في الدوران شيئاً فشيئاً، وذلك عقب إعلان السلطات المصرية عن البدء في تجهيز كورنيش على بحر شمال القطاع، بالإضافة لدخول مواد الإعمار من خلال معبر كرم ابو سالم ومعبر رفح.
ولعل هناك ملفات أخرى ستُطرح بعيداً عن عدسات الكاميرات وأقلام الصحافة، تجدر الإشارة هنا إلى أن الشارع الفلسطيني لن يقبل بأقل من هذه التوقعات التي طال انتظارها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وكذلك وضع القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي.