أ. بلال طلب شرف يكتب: صراع الأدمغة .... المعركة الخفية. — شؤون عسكرية وأمنية

أ. بلال طلب شرف يكتب: صراع الأدمغة .... المعركة الخفية.

أ-بلال-طلب-شرف-يكتب-صراع-الأدمغة-المعركة-الخفية

حربٌ سريةٌ لا يجد فيها السلاحُ مكانه تخوضُها الفصائل الفلسطينية ضد العدو الصهيوني لا تقلُ شدةً وضراوة عن الحروب العسكرية والمعارك القتالية، تسعى فيها المنظومة الأمنية والعسكرية للعدو الصهيوني لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تتعلق بفصائل الفصائل الفلسطينية، إنها حرب العقول أو ما يُعرف بــ (صراع الأدمغة).

في الطرف الأخر من معادلة صراع الأدمغة بين الفصائل الفلسطينية والعدو الصهيوني، تقوم الفصائل الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة لمنع ذلك حفاظاً على الإنجازات التراكمية والمكتسبات التي تمكنت من تحقيقها عبر جولات الصراع مع العدو.

يعكس صراع الأدمغة بين الطرفين في وقت لا تتوقف فيه مساعي كل طرف لمعرفة نقاط ضعف الطرف الأخر، فمن يمتلك المعلومة يمتلـــك القـــرار: حيثُ أدركت الفصائل الفلسطينية أن النشاط الأمني مقدمة مهمة وضرورية لأي معركة فلا يمكن لأي جهة أن تدخل في معركة عسكرية إلا بعد امتلاكها قدر كافٍ من المعلومات.

أظهرت العقلية الفلسطينية مستوى الإبداع في فهم سلوك الجيش الصهيوني ونواياه، حيث قامت بتوجيه استباقية في هذا الاتجاه، حيث انتقلت الفصائل الفلسطينية إلى مرحلة العمل المنظم الذي يسعى إلى تحقيق التكامل بين العنصر البشري التطور التكنولوجي.


تتمثل خطورة صراع الأدمغة في أنه يستهدف أساسيات العمل الأمني والسياسي والعسكري، لذلك فإن الطرف الذي يمتلك العوامل والمقومات لذلك حتماً سيمتلك زمام المعركة في أي حربٍ قادمة وسيكون صاحب اليد العليا في تحقيق أهدافه، وتمثل ذلك جلياً في معركة سيف القدس عندما استطاعت الفصائل الفلسطينية افشال مخططات الجيش الصهيوني أثناء الحرب إضافة إلى قدرة الفصائل الفلسطينية على ضرب أهداف حساسة أثناء معركة سيف القدس.

إن الإنجازات التي حققتها الفصائل الفلسطينية لا تلغي الحذر مما يُعدُّه الجيش الصهيوني للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ لذلك فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية للجيش الصهيوني تسعى للحصول على معلومات من خلال وسائل كثيرة تتعلق بطبيعة عمل الفصائل الفلسطينية في القطاع.

يعتبر ملف الجنود الأسرى في غزة من أبرز محطات الصراع بين المقاومة والعدو الصهيوني فالمقاومة مازالت تحتفظ بأسرى العدو الصهيوني لسبعِ سنواتٍ متتالية، وحسب اعترافات العدو الصهيوني فإن ملف الجنود الأسرى من أكثر الملفات الأمنية المتعلقة بقطاع غزة حساسيةً وتعقيداً.

لايزال العدو الصهيوني يستخلص العبر والدروس من الضربات الأمنية التي تلقاها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لاسيما بعد معركة سيف القدس.