محمد إبراهيم المدهون يكتب: فضاء المقاومة يتسع — شؤون عسكرية وأمنية

محمد إبراهيم المدهون يكتب: فضاء المقاومة يتسع

محمد-إبراهيم-المدهون-يكتب-فضاء-المقاومة-يتسع

لقد شكلت غزة وملحمتها سيف القدس منعطفاً مهماً ورئيساً في فهم وإدراك الشعوب وقدرتها والجماهير وتطلعاتها، وأثبتت أن المراهنة عليها عين الصواب، ولم يعد خافياً أن مخزون العزة والكرامة الذي تبحث عنه الشعوب وجدت ضالتها فيه بغزة ورجالها ونسائها وأطفالها ومقاومتها، وهم يصمدون ويقاتلون وينتصرون ولعدوهم ومحتل أرضهم يذلون.

ما ثبت جزماً في ملحمة سيف القدس أن فعل المقاومة مُجدٍ، ومحل إجماع فلسطيني جغرافي ووطني, ويمكن أن تأتي بثمار طيبة للشعب الفلسطيني ويمكن أن تستعيد الحقوق، لذلك فإن المطلوب الآن أن تلتقي القوى الفلسطينية لصياغة مشروع التحرير والخطوات المتفق عليها وطنياً في هذا المضمار ضمن برنامج مقاومة، وما يتضمنه ذلك بالضرورة من تحشيد فلسطيني أولاً وعربي ثانياً ودولي ثالثاً لصالح فلسطين ومشروع تحريرها، وعلى رأس ذلك المؤمنون بالحرية للإنسان والتحرر من الطغيان من جماعات وأفراد على مدى البسيطة. وما يتضمنه ذلك من خطوات وتكتيكات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية بحيث ينتقل الشعب الفلسطيني بشكل سلس ومتدرج، ليكون بكل فئاته ضمن برنامج المقاومة مهما تباينت مساحات العمل واختلفت وجهات النظر.

وبالتأكيد فإن غزة أيقونة المقاومة تحتاج إلى مشاريع عمل تعزز من قدرتها على الصمود والعمل المستمر في شتى المساحات سواء إسكانياً بالإعمار وتعزيز عبر فلسفة الإسكان المقاوم أو اقتصادياً برفع الحصار وبتعزيز اقتصادها والإعمار وتعضيد واقعها بمزيد من اللحمة الخارجية والعمق التطويري. 

وإن كان ذلك لا يكفي وحده للمضي في مشروع التحرير، فإن علينا أن نوسع فضاء المقاومة لينطلق من كل الجبهات في مواجهة الكيان، ومن ذلك مقاومة الضفة الغربية وفي اللب منها اليوم القدس وجنين وبيتا وقدرتها على الخروج من شرنقة التنسيق الأمني الخانقة.

لقد ساق الله هذا الانتصار والصمود الملحمي والكرامة الإلهية لتحمل رسالة المضي قدماً في برنامج المقاومة ليتحول إلى مشروع تحرير وعدم الالتفات إلى سفاسف الأمور ولكن هذا المشروع يحتاج إلى تطوير ضمن نظرية أمنية مكتملة الأركان تحقق حماية المواطنين والشعب بتوفير وسائل ردع للعدوان تمنع الاحتلال من الإيغال في دماء المدنيين وتدمير مساكنهم مع توفير بنية تحتية مساندة وحامية قدر المستطاع للشعب.

مارست (إسرائيل) عدواناً همجياً وحصارا خانقا للشعب الفلسطيني، ومن المهم أن تكون الرسالة واضحة بأنه غير مسموح (لإسرائيل) أن تستمر في سياستها الظالمة بحصار غزة، وفتح المعابر الخطوة الأكثر تعبيراً عن إنهاء حقبة من الحصار الظالم. وفي المقابل فإن (إسرائيل) تسعى لتبهيت نتائج #سيف_القدس ولتقليل مكاسب الشعب الفلسطيني بالسلوك اليومي والإجرائي لإدارة الحصار والمعابر.

ومن الضروري في هذا السياق أن يحدث تغير في منهجية عمل السلطة في رام الله لتواكب المستوى المتصاعد للشعب الفلسطيني في الأداء والصمود على قاعدة أن ما لم يحققه العدوان في الميدان لا يحققه بالسياسة نتيجة تباين مريع في المواقف الفلسطينية، والسياسة كالميدان معركة لا بد من الانتصار فيها لصالح مشروع التحرير.

وللأسف ما زالت آثار العدوان قائمة وتضميد الجراح لم يتم، وإيواء أصحاب البيوت المدمرة لم يتحقق، ولتحقيق هذه الأولوية العاجلة جداً مع السعي بسرعة قصوى لإطلاق مشروع الإعمار الشامل مع توفير مورد مالي لكل أسرة بالطريقة التي تحفظ الكرامة وتصون النسيج وتدفع غول البطالة.

إن إنجاز الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وانتصار المقاومة في ميادين النزال يقتضي الحديث بلغة جمعية " نحن الشعب الفلسطيني " و " المقاومة " وليس باسم تيار سياسي أو جهاز عسكري، مع معالجة التباين الدائر في مفردات الخطاب الإعلامي وتوحيده عبر مكتب إعلامي موحد وبسياسة إعلامية مصاغة بعناية تكون بوصلتها تحرير فلسطين، مع الاستمرار في حالة التحشيد والتعبئة شعبياً لصالح هذا المشروع المنتصر حتما.

ومن أصدق من الله قيلا